ما هى
إلا تذكرة من مخلوق رضى بالله ربا
ورجا ربه أن يكون له عبدا

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

مقتطفات من بستان صيد الخواطر لابن الجوزى 1




· فصل : تفاوت الناس في تقبل المواعظ

قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته .
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :
أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضاء إيلامها وقت و قوعها .
و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان



.

· فصل : جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة

جواذب الطبع الى الدنيا كثيرة ، ثم هي من داخل ، و ذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع من خارج و ربما ظن من لا علم له أن جواذب الآخرة أقوى ، لما يسمع من الوعيد في القرآن ، و ليس كذلك ، لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا ، كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط ، و إنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف .
و لهذا أجاب معاون الشرع : بالترغيب و الترهيب يقوي جند العقل . فأما الطبع فجواذبه كثيرة ، و ليس العجب أن يغلب ! إنما العجب أن يغلب



.


· فصل : البصر في العواقب

من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، و نجا من شرها . و من لم ير العواقب غلب عليه الحسن ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، و بالنصب ما رجا منه الراحه .
و بيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، و هو أنك لا تخلو ، أن تكون عصيت الله في عمرك ، أو أطعته . فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلت خلت !
و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ، و لا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، و لا تمل مع هوى الحسن فتندم .

10 التعليقات:

رئيس التحرير يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا العبد...أخي العبد.
أرجو من الرب أن يحررنا من عبوديه غيره الي عبوديه الرب ...نعم الخيار ما اخترت من كتاب لأستاذ نحسبه علي خير ونطلب من الله الرحمه لنا وله . قواك الله أخي الكريم علي الصبر و المثابره في كسب الدار الآخره .

كلمات من نور يقول...

بارك الله فيكي وجعلك عبدا لله صالحا دائما و أبدا.

عمرو جويلى يقول...

السلام عليكم
رحم الله شيخنا الجليل
فقد كان علامة عصره
وجعله الله فى ميزان
حسناتك فى إختيارك
لهذا الموضوع القيم
خالص تقديرى

ebn roshd 777 يقول...

وجدت صعوبه بالغه في فهم وتحصيل المقصود من كثير من عبارات المقاله
لذلك ارجو ان تصيغ المقصود منها في اسلوب
يفهمه المبتدئين في العلم امثالي
ويمكن ايضا ان تضع النص الاصلي
واسفله تضع رؤيتك وفهمك للموضوع
اعتقد ستكون
الفائده اعم واشمل
دمت بكل الفضل والخير
شرفت بمرورك الكريم

انا العبد يقول...

رئيس التحرير
جزاك الله خيرا كثيرا



اللهم اجعلنا فى ظلك يوم لاظل الا ظلك


نعم الاخ ومرور كريم

انا العبد يقول...

كلمات من نور
امين واياكم اختى الكريمه


اعزكى الله ورفع قدرك

انا العبد يقول...

اللؤلؤة

جزاكم الله خيرا كثيرا



ونفعنا واياك بما قدم علماؤنا الاجلاء

انا العبد يقول...

ebn roshd 777
ملاحظتك هذه على راسي


واغفر لى هذا الخطا وهذه الصعوبه وجاك الله خيرا على النصيحه

سمسم/سما يقول...

السلام عليكم
ربنا يجزيك كل خير
كلمات رائعة انتقيتها لابن الجوزي
وخاصة التي تصف حال الناس وفي تقبل المواعظ
يصف احوالنا وصفا دقيقا
اعجبتني الكلمات جدا
وتشدنا لنفكر من اي انواع الناس نحن
جعلنا الله من الهادين المهتدين
تحياتي

انا العبد يقول...

سمسم/سما
جزاك الله خيرا

نفعنا الله واياكم وجعلنا من الهادين المهتدين غير ضالين ولامضلين اللهم امين